شريحة حاسوبية تحاكي حاسة الشم
تعتبر حواس الإنسان من أهم الأدوات التي يعتمد عليها في التفاعل مع العالم المحيط به. واحدة من هذه الحواس هي حاسة الشم، التي تمكننا من التعرف على الروائح وتحليلها. وفي سبيل تطوير التكنولوجيا وتحسين تجربة المستخدم، تم ابتكار رقاقة حاسوبية تحاكي حاسة الشم. تعمل هذه الرقاقة الحاسوبية على تحليل الروائح وتحويلها إلى إشارات رقمية يمكن للحاسوب فهمها ومعالجتها. وبفضل هذه التكنولوجيا المبتكرة، يمكن للأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية أن تتعرف على الروائح المحيطة بها وتتفاعل وفقًا لذلك. تتيح هذه الرقاقة الحاسوبية العديد من الفوائد المحتملة في الحياة اليومية. فمن الممكن أن تساعد في تحسين تجربة المستخدم في مجالات متنوعة مثل الطب والغذاء والبيئة. على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في تشخيص الأمراض المرتبطة بالروائح، مما يساهم في تحسين الرعاية الصحية وتسهيل عملية العلاج.
مفهوم الأنف الإلكتروني
مراحل بناء الأنماذج الأولي لرقاقة Loihi
التحديات
تواجه هذه النظم تحديات من بينها التداخل والضجيج. إذ يمكن أحيانًا أن يكون من الصعب التمييز بين رائحتين متشابهتين في مزيج من الروائح. على سبيل المثال، قد تثير رائحة التوت والفراولة نماذج متشابهة للنشاط العصبي في الدماغ، مما يصعب تمييز تمثيل فريد لكل منهما . تعمل العلماء على تطوير مفهوم التعديل العصبي (Neuromodulation) والتحضير السياقي (Contextual Priming) لتعزيز مقاومة الضجيج.
التحضير السياقي :
يتمثل التحضير السياقي في عملية نمذجة العلاقة بين السياق وخصائص الكائن والتصرف بناءً على ذلك. يُعتقد أن السياق يحتوي على معلومات غنية عن هوية الكائن وموقعه وحجمه.
الرؤية المستقبلية
هدف البحث هو تطوير معالجة حسية ذكية تعمل بسرعة وتكون موثوقة في الاستجابة. يُرى أنه يمكن استخدام الروبوتات المزودة بهذه التقنيات في مجالات متنوعة مثل الطب والبيئة والصناعة. تهدف الدراسات المستقبلية إلى توسيع مفهوم "أنظمة الأنف الإلكتروني" لتشمل جميع الحواس، حيث يعتبر فهم كيفية حل الدوائر العصبية لمشكلات مختلفة مهمًا لتصميم ذكاء اصطناعي فعال وقوي. يساهم هذا البحث في تطوير تكنولوجيا ذكية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية . فيعد نبيل إمام هو كبير الباحثين في مجموعة الحوسبة العصبية في Intel Labs ويحمل درجة الدكتوراه في الحوسبة العصبية. يتطلع نبيل إلى المستقبل ويعتبر الخطوة التالية لفريقه هي إضافة المزيد من الحواس لتعميم النهج الحالي لحل مجموعة أوسع من المشكلات. يستخدم النهج الحالي في تحليل المشهد الحسي وحل المشكلات المجردة مثل التخطيط واتخاذ القرار. إن فهم كيفية حل الدوائر العصبية للدماغ لهذه المشكلات الحسابية المعقدة سيوفر أدلة هامة لتصميم ذكاء اصطناعي فعال وقوي .